• صدر الكتاب الأصلي لتاريخ التُّرك في أوائل الستينيات من القرن العشرين على شكل أجزاءٍ متعددة، وهو يتناول في جزأيه الأول والثاني التاريخ التركي العام، وموطن الأتراك، وأقوامهم الرئيسية، واعتناقهم الإسلام، واتخاذهم الأناضول وطناً قومياً، وإضافةً إلى ذلك فقد تناول المؤلف سرداً مسهباً للأقوام التركية في آسيا الوسطى، والدول والإمارات والإمبراطوريات التي أنشؤوها على مرّ العصور.
• وقد كان من الأهمية بمكان ترجمة هذين الجزأين باعتبار أن الحقبة العثمانية قد تناولتها مؤلفات عدة في اللغة العربية، ولكن التاريخ التركي لما قبل الحقبة العثمانية بقي مجهولاً للقارئ والمفكر العربي إلى حدٍ ما، وكان لزاماً علينا أن نسد هذه الثغرة في المكتبة العربية.
• والكتاب من خيرة مؤلفات المؤرخ يلماز أوزطونا، ويتناول منشأ الأتراك، ومناطقهم الجغرافية، والدول التركية الكبرى قبل اعتناق الإسلام، ثم يتطرّق إلى الدول التركية بعد الإسلام، والدول التركية في الهند والصين وبقاع أخرى. كما يُسلِّط الضوء على انفتاح الأتراك نحو القارة الأوربية، ويُسهب في الحديث عن السلاجقة وإمبراطوريتهم الكبرى. كما يتطرّق في قسمه الثاني إلى الأناضول وتركيا، علاوةً على أدق التفاصيل عن الحروب الصليبية المتعاقبة، وتصدّي الأتراك لهذه الغزوات وإفشالهم المخطط الخاص بذلك.
• إننا على ثقة تامة بأن هذا الكتاب بعد التعديلات الأساسية التي أُدخلت على صيغته الأولى، سيسد فراغاً كبيراً في مجال البحث التاريخي الخاص بالأتراك؛ لكونه يُسلِّط الضوء على الحقبة الأولى لنشأة الأتراك وتاريخهم، قبل الحقبتين العثمانية والجمهورية التركية، ويعتبر مرجعاً هاماً للدراسات الجامعية والفكرية.